الشيخ محمد اليعقوبي والاجتهاد

د. ضرغام الأجودي

لأسباب عديدة يحاول المحتالون خداع الناس، وهذا أمر اعتاد عليه بنو البشر منذ بدء الخليقة، فالشيطان لبس زي الناصح الأمين، ليغش أبينا آدم (عليه السلام)، ومنذ تلك الواقعة ولغاية اليوم، يستمر المخادعون في لبس زي الصالحين لتحقيق مآربهم الدنيئة.
وكما في الأمس القريب؛ يحاول اليوم بعض المتسترين بالدين، الطعن بالصالحين لتنفير الناس عنهم، كي يخلوا لهم الميدان ويستمروا في السيطرة على مقدرات الناس، من خلال تخدير الشعب بزعامات دينية مزيفة، للإبقاء على منظومة الفساد السياسي التي تنتعش في المجتمعات المخدرة.
فنجد حملة في وسائل التواصل الاجتماعي تشنها الصفحات التي تدعي التدين، لتعلن حرب شعواء من التسقيط والتشويه لمرجعية صالحة رشيدة عرفت بمواقفها الوطنية والإنسانية الكبيرة، وكانت خير عون لكل الجهود الخيرة التي تسعى لحماية البلاد ورفعتها.
فتنفي تلك الصفحات المأجورة ملكة الاجتهاد عن الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله الشـريف)، وهذا مما يضحك الثكلى، فهل يحتاج الشيخ محمد اليعقوبي إلى دليل على اجتهاده؟ وهو يملك ما لا يملكه غيره من أدلة على براعته وعلو مرتبته في الاجتهاد والتجديد، فهو:
1- شهد له عدد من كبار المراجع بالاجتهاد ومنهم:

  • الشهيد السعيد محمد الصدر المقدس، بل وشهد له بالأعلمية، وليس بالاجتهاد فقط.
  • المرجع الشيخ محمد علي الكرامي، وهو من كبار مراجع قم المقدسة، وله مؤلفات عديدة.
  • المرجع محمد صادقي الطهراني، وهو صاحب تفسير الفرقان الشهير.
  • المرجع حسين منتظري (قده).
  • وغيرهم من المجتهدين الكثير ممن شهد للشيخ اليعقوبي بالاجتهاد.
    2- يُدَرِّسْ البحث الخارج في الفقه والأصول والتفسير منذ 20 سنة، فلو لم يكن مجتهداً لما استمر مئات الطلبة في حضور دروس بحثه الخارج طيلة هذه السنوات.
    3- يُشرف ويَرعى أكثر من 400 مؤسسة خيرية وتعليمية ودينية وحوزة فيها آلاف طلبة العلم.
    4- له مكاتب وممثليات في قم ومشهد ولبنان وسوريا وباكستان وأفغانستان وعدة دول افريقية وأسيوية.
    5- ألّفَ أكثر من 200 كتاب في مختلف المجالات الدينية والتربوية، وطبع بعضها عشرات الطبعات.
    6- صدرت له موسوعة فقه الخلاف في 14 مجلداً (أكثر من 9000 صفحة)، وهي من أعظم المصادر التي يحتاجها طلبة العلم لنيل ملكة الاجتهاد، وتضم مناقشة لآراء العلماء الأعلام المعاصرين في عشـرات المسائل الخلافية.
    7- صدر له تفسير (من نور القرآن)، وهو تفسير موضوعي حركي، وقد صدر منه خمس مجلدات حتى الآن.
    8- صدرت له موسوعة (خطاب المرحلة)، وهي موسوعة تتناول القضايا الحساسة والمصيرية والمنعطفات التي مرت بها الأمة خلال العقود الثلاثة، وفيها مواقف سماحته منها.
    لا أعرف من المعاصرين من له مثل هذا التراث العلمي والإنساني، حتى يحتكر ملكة الاجتهاد عنده ويمنعها عن غيره.

زر الذهاب إلى الأعلى